شهادة المرأة تعدل شهادة الرجل
أقدم إليكم بحثا أراه عظيما ورائعا من السيدة هدى حودة عن شهادة المرأة ولاحظوا كيف قامت بالتفريق بين الشاهد والشهيد...برجاء بعد النظر التفضل بالتعليق.
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض ومحكم دولي وباحث إسلامي
أقدم إليكم بحثا أراه عظيما ورائعا من السيدة هدى حودة عن شهادة المرأة ولاحظوا كيف قامت بالتفريق بين الشاهد والشهيد...برجاء بعد النظر التفضل بالتعليق.
على غير ما يدعون شهادة المرأة مثل الرجل
ونستشهد لهذه الدعوة بالآيات التالية بوجوب إعمال العقل وعدم القصر على النقل غير العاقل و التشبث به.
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ (170) وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ (171) البقرة} {إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (69) فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70) وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الأوَّلِينَ (71) الصافات}
الخطاب فى اللغة العربية لطائفة تحوى ذكور و إناث, يكون الاسم أو الوصف أو الفعل المذكر هو المستعمل فى الخطاب ويُحمَل للجنسين معا طالما كان السياق لا يؤكد اختصاصه بالذكور فقط.
و نسوق هنا مثال قرآنى من سورة المائدة يبين قصدنا : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ (طائفة تحوى ذكور و إناث) إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ (مفرد يحتمل مذكر أو مؤنث) الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ (مثنى يحتمل مذكر أو مؤنث) إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ (جمع يحتمل مذكر أو مؤنث) ..... إلى آخر الآية.
و يلزم أيضا على عجالة التعريف والتدقيق بكلمة الشهادة ليتم كمال الفهم.
1- شهيد و تجمع على شهداء هى صفة من حضر و رأى وقوع الواقعة رؤية العين {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117)) المائدة} 2- شاهد و تجمع على شهود هى صفة من أستدل بالعقل و المنطق على وقوع الواقعة من الظواهر و الدلائل و الآثار {قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26) يوسف}
و يفهم مما سبق أن الفعل شهد، يشهد، شهادة فهو (شهيد) لمن حضر و رأى وقوع الواقعة رؤية العين و هو (شاهد) لمن أستدل بالعقل و المنطق على وقوع الواقعة من الظواهر و الدلائل و الآثار .
فى طلب الشهداء عند واقعة رد أموال اليتامى {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (6) النساء}
لم يشترط جنس (الشهداء) و لا تعليق هنا و لا تأويل بأن شهادة المرأة مقبولة و تساوى شهادة رجل.
فى طلب الشهداء عند واقعة الوصية:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الآثِمِينَ (106) فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الأوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (107) المائدة}
لم يشترط جنس (الشهداء) و لا تعليق هنا و لا تأويل بأن شهادة المرأة مقبولة و تساوى شهادة رجل.
لم يشترط جنس (الشهداء) و لا تعليق هنا و لا تأويل بأن شهادة المرأة مقبولة و تساوى شهادة رجل.
فى طلب الشهداء عند بلوغ أجل وقوع الطلاق
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1) فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) الطلاق}
لم يشترط جنس (الشهداء) و لا تعليق هنا و لا تأويل بأن شهادة المرأة مقبولة وتساوى شهادة رجل.
فى طلب أو قبول الشهداء أو الشهود على أتيان الفاحشة {وَاللاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلا (15) النساء}
لم يشترط جنس (الشهود) و لا تعليق هنا و لا تأويل بأن شهادة المرأة مقبولة و تساوى شهادة رجل.
فى قبول شهادة الشهداء عند رمى المحصنات
{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4) إِلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) النور} {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الإثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13) النور}
لم يشترط جنس (الشهداء) و لا تعليق هنا و لا تأويل بأن شهادة المرأة مقبولة و تساوى شهادة رجل.
فى طلب الشهداء على المعاملات المالية
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَإِحْدَاهُمَا الأخْرَى وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلا تَرْتَابُوا إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (282) وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (283) البقرة}
أولا : فى طلب الشهادة فى بيع الأصول و المنقول
{...وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ ....}
لم يشترط جنس (الشهداء) و لا تعليق هنا و لا تأويل بأن شهادة المرأة مقبولة وتساوى شهادة رجل.
لم يشترط جنس (الشهداء) و لا تعليق هنا و لا تأويل بأن شهادة المرأة مقبولة وتساوى شهادة رجل.
ثانيا : فى طلب الشهادة فى التجارة الحاضرة
{...إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلا تَكْتُبُوهَا....} لا شهود هنا و لا تعليق هنا و لا تأويل
ثالثا: فى طلب الشهادة فى الدين المؤجل (وهذا هو لب البحث)
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوه ........ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأخْرَى}
نرى هنا و نلاحظ أن هذه الآية هي الحالة الوحيدة التي تم التفصيل فيها والتحديد فى شأن طلب شهادة الرجل و المرأة.
فكما هو ملاحظ من النص القرآني أن الأمر برمته هو لحفظ الحقوق [ ولا تسأموا أن تكتبوه صغيراً أو كبيراً إلى أجله ذلكم أقسط ... وأدنى ألاَّ ترتابوا ].
فإذا حصل التوثيق والحفظ للحقوق من خلال دوائر الدولة والأختام ووضع بصمات المعني بالأمر, وحفظ الأصل في سجلات الدائرة ,وغير ذلك من أمور التوثيق, لم يعد لفعل الشهادة من مبرر لاستمرارها لانتفاء المقصد منها, فهي ليست مطلب لذاتها وإنما هي وسيلة لغيرها .
أما جعل شهادة امرأتين مقابل رجل واحد في هذه العلاقة المالية فقد ذكر الشارع السبب في النص إذ قال [ فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى ... ]
فالسبب ليس نقصاً في عقل المرأة كما نسب كذباً إلى النبي في الحديث الموضوع [ النساء ناقصات عقل ودين ]
وليس السبب صفة النسيان أو الضياع أو عدم الضبط عند المرأة ,وما شابه ذلك من صفات جعلوها للمرأة خلقاً رغم أن النص القرآني لم يذكر ولا واحدة مما ذكر هؤلاء الذكور!! الذين يريدون أن يهمشوا دور المرأة ويشككوا ويقللوا من مقدرتها العقلية والعلمية والحفظية, مع أن الواقع أثبت أنه لا يوجد فرق فيزيولوجي للدماغ بين الذكر والأنثى ، وكذلك لا يوجد فرق في القدرات الإدراكية والحفظية لكليهما ، لكن يوجد اهتمامات مختلفة بينهما يساهم المجتمع والثقافة في تقريب هذه الاهتمامات أو إبعادها ,كما أنه يساهم في رفع المستوى العقلي والتفكيري لأحدهما دون الآخر, فهذه الأمور مرتهنة بالثقافة التي تحكم المجتمع .
ومجتمعاتنا الحالية يحكمها الثقافة الذكورية لذلك وصلت المرأة إلى الحضيض وتخلفت عن ركب التقدم والحضارة ، وصارت تابعة للرجل ، بل زاد الأمر أكثر إذ صدقت المرأة ادعاءات الرجل في حقها فاعتقدت هذه الثقافة الذكورية وصارت المرأة من أنصارها تساند الرجل وتدعمه في عملية استعباده للنساء ! وبذلك صارت المرأة عدوة للنساء ,وعدوة لنفسها من حيث لا تشعر !!
إن دلالة كلمة ( ضل ) في اللغة غير دلالة كلمة ( نسي ) انظر إلى قوله تعالى : [ في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى ] طه 52 .....كيف أتى فعل الضلال والنسيان في نص واحد ، ومن المعلوم أن اختلاف المبنى يؤدي إلى اختلاف المعنى ضرورة .
نسي : تدل على انتفاء استحضار المعلومة عند لزومها .
ضل : فعل سلوكي مخالف للواقع يصدر من اعتقاد دون قيام البرهان عليه أو التأكد من صحته .
لذلك الإنسان الضال يحاسب عن سلوكه بخلاف الإنسان الناسي .
فيكون المقصد من النص [ أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى ] هو تصور المرأة للحدث بصورة مخالفة للواقع وتعتقد صحة ذلك الأمر دون برهان وهذه الصفة كما هو ملاحظ ليست موجودة خلقاً في المرأة ، وإنما هي اكتسابية وذلك راجع لثقافة المجتمع وتنشئِته للمرأة .
فمثلاً هل شهادة المرأة المحامية مثل شهادة المرأة الفلاحة ؟! .
هل شهادة المرأة المهندسة مثل شهادة أربعة رجال عمال ردم وترحيل ؟! لا يستويان ! إذاً المسألة متعلقة بصفة الأهلية والمستوى الثقافي للشاهد فإن كانت المرأة مثقفة وواعية تكون في أداء شهادتها في العلاقات الحسابية بين الناس مثل الرجل تماماً ، بل ممكن أن تنعقد الشهادة بامرأتين واعيتين مثقفتين دون وجود رجل أصلاً .
وهذا مادل عليه النص عندما ذكر [ ممن ترضون من الشهداء ].
فإن رضي المعني بالأمر بشهادة امرأة معينة وثق بوعيها وأدائها وإدراكها فله ذلك ولا يوجد مانع شرعي ، لأن الأمر برمته هو لتوثيق الحقوق ، وليس الأمر تعبدي في ذاته ,فالنساء شقائق الرجال ، عليهن ما على الرجال ، ولهن ما للرجال من واجبات وحقوق سواء بسواء .
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض ومحكم دولي وباحث إسلامي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق