وحي السماء لم ينقطع عن البث
نظرا لتقدم العقول والثقافات، والمعطيات العلمية واللغوية لكل عصر عن سابقه، فنحن نؤكد ضرورة الاهتمام بشخصية الأجيال وتمايزها، وبخاصة أجيالنا الحالية.
ونحن في حاجة لجهد متجدد في فهم القرءان بتفسير جديد بمعطيات كل عصر، فالبث السماوي لم ينقطع عن الأرض، وإن انقطعت النبوات، وهو في جيلنا أكثر ثراءً عن الأجيال السابقة، الأمر الذي تؤكده دلالات قوله تعالى:
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}فصلت53؛
وقوله سبحانه: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ }القيامة19.
ومثلا تجد مفهو إعداد القوة في قوله تعالى {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ .... }الأنفال60.
فقد كانت القوة قديما هي الخيل والسيف، ثم تطور مفهومها للبندقية والدبابة والطائرة، ثم تطور ليكون امتلاك السلاح النووي، ثم تطور ليكون القوة الاقتصادية كاليابان وألمانيا.
ونحن نُنير الطريق لحتمية إعمال الفكر فيما انتهت إليه أجيال المُفسرين القدامى، والمضي قُدُما نحو استعمال معطيات العصر لتدبر كتاب الله وفق نظرية لا ترادف بالقرءان، ونقطع الشك باليقين بدقة نتاج مفكرينا في تدبر كتاب الله عن الفكر القديم ومعطياته.
أحمد عبده ماهـر
مستشار قانوني ومحام بالنقض
باحث إسلامي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق